التعلم المصغر

التعلم المصغر (Microlearning) هو نهج تعليمي يستخدم وحدات تعليمية صغيرة ومركزة تتراوح مدتها عادة بين 3 إلى 5 دقائق فقط. يتم تصميم هذه الوحدات لتقديم مفهوم واحد أو مهارة محددة في كل وحدة.

يهدف التعلم المصغر إلى تحقيق عدة مزايا. ففي ظل وجود وقت محدود واهتمام متناقص لدى الأفراد، يعتبر التعلم المصغر طريقة فعالة لتقديم المعلومات بشكل مركز ومرتب وسهل الاستيعاب. ومن خلال تقسيم المحتوى إلى وحدات صغيرة، يسهل على الأفراد استيعاب المعلومات والاحتفاظ بها بشكل أفضل.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون التعلم المصغر متاحًا في أي وقت ومن أي مكان، حيث يمكن الوصول إليه عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والحواسيب. يمكن للمتعلمين أن يستفيدوا من هذه الوحدات التعليمية الصغيرة أثناء فترات الانتظار أو في فترات فراغ قصيرة، مما يزيد من التواصل مع المحتوى التعليمي ويعزز تطبيقه في الحياة العملية.

يمكن استخدام التعلم المصغر في مجموعة متنوعة من المجالات والمواضيع، بما في ذلك التدريب العملي، والتعليم العالي، والتطوير الشخصي، وتعلم اللغات، والتدريب الرياضي، وغيرها. وتشمل أشكال التعلم المصغر الشائعة مقاطع الفيديو القصيرة، والمقتطفات الصوتية، والصور المتحركة، والملخصات النصية، والاختبارات التفاعلية.

كيف يمكن توظيف التعلم المصغر لتعلم مهارات جديدة في مجال عملي؟

التعلم المصغر  يوفر وحدات تعليمية صغيرة ك استخدام التعلم المصغر لتعلم مهارات جديدة في مجال عملك. ومركزة تستهدف مهارة محددة أو مفهوم معين، وهذا يجعلها مثالية لاكتساب المهارات العملية الجديدة.

إليك بعض الطرق التي يمكنك استخدامها لتطبيق التعلم المصغر في تعلم مهارات جديدة في مجال عملك:

1. مقاطع الفيديو القصيرة:

استخدم مقاطع الفيديو القصيرة لتعليم الخطوات الأساسية لمهارة معينة. يمكنك مشاهدة مقاطع الفيديو ومتابعة الإرشادات والتعليمات للتعرف على الطرق الفعالة لتنفيذ المهارة.

2. الملخصات النصية:

قم بالبحث عن ملخصات نصية صغيرة ومختصرة تغطي المفاهيم الأساسية للمهارة التي ترغب في اكتسابها. تعتبر هذه الملخصات مفيدة للحصول على نظرة عامة سريعة وتحصيل الأفكار الأساسية.

3. التطبيقات والمنصات التعليمية عبر الإنترنت:

استخدم التطبيقات والمنصات التعليمية عبر الإنترنت التي توفر وحدات تعليمية صغيرة وتفاعلية في مجال عملك. هذه المنصات توفر مجموعة متنوعة من المواد التعليمية التي يمكنك استكشافها وتنفيذها في وقت فراغك.

4. الموارد التعليمية المتنوعة:

استفد من الموارد التعليمية المتنوعة مثل البودكاست، والمقاطع الصوتية، والمقالات المختصرة التي تركز على مهارات معينة. يمكنك الاستماع إلى البودكاست أثناء التنقل أو قراءة المقالات في فترات الاستراحة القصيرة.

5. التحديات والاختبارات التفاعلية:

قم بالمشاركة في تحديات واختبارات تفاعلية تستهدف مهارة معينة. يمكن أن تكون هذه التحديات عبارة عن أسئلة متعددة الاختيار أو مهام تطبيقية صغيرة تساعدك على تطبيق المهارة واختبار فهمك لها.

باستخدام التعلم المصغر، يمكنك تعلم المهارات الجديدة بشكل منظم وتدريجي، وتحقيق تقدم مستمر في مجال عملك. استغل الفرص التعليمية المتاحة واستثمر في وقتك لبناء قدراتك وتحسين أدائك في مجال عملك.

 إليك بعض النصائح لتحقيق تقدم مستمر في تعلم المهارات الجديدة:

1. حدد أهدافًا واضحة:

قبل البدء في تعلم المهارة الجديدة، حدد الأهداف التي ترغب في تحقيقها. قم بتحديد أهداف قابلة للقياس والمحددة زمنيًا، واجعلها قابلة للتحقق وملهمة. ستساعدك الأهداف الواضحة على البقاء ملتزمًا ومتحمسًا للتقدم المستمر.

2. قسّم المهارة إلى وحدات صغيرة:

قسّم المهارة الكبيرة إلى وحدات تعليمية صغيرة ومتناولة. قد يكون من الأفضل تعلم جزء صغير من المهارة في كل مرة وممارسته جيدًا قبل المضي قدمًا. ذلك سيساعدك على بناء أساس قوي وتعزيز الفهم والثقة بنفسك.

3. اختر المصادر المناسبة:

اختر المصادر التعليمية التي تناسب طريقة تعلمك واحتياجاتك. استخدم مقاطع الفيديو، والمقالات، والكتب ، والمنصات التعليمية عبر الإنترنت التي تقدم المحتوى المناسب للمهارة التي ترغب في اكتسابها. تأكد من اختيار مصادر موثوقة وذات جودة عالية لضمان التعلم الفعال.

4. الممارسة العملية:

لا تقتصر على مجرد استهلاك المعلومات، بل قم بالممارسة العملية للمهارة. قم بتطبيق ما تعلمته في سياق عملك الفعلي أو من خلال التمارين والمشاريع العملية. الممارسة العملية تعزز استيعاب المهارة وتساعدك في تحسين أدائك وتطوير قدراتك.

5. تكرار ومراجعة:

قم بتكرار المفاهيم والممارسات لتعزيز الاستيعاب والتذكر. قم بمراجعة المحتوى السابق بشكل منتظم لضمان استمرار تطوير المهارة وعدم نسيان المعلومات المهمة.

6. تواصل مع المجتمع:

ابحث عن فرص للتواصل والتعاون مع أشخاص آخرين يهتمون بنفس المهارة أو يعملون في نفس المجال. يمكنك الانضمام إلى منتديات عبر الإنترنت أو مجموعات مشتركة أو الحضور إلى ورش عمل ومؤتمرات لتبادل الخبرات والمعرفة.

7. استمتع بعملية التعلم:

قم بالاستمتاع بعملية التعلم واحتفظ بروح الاستكشاف والفضول. اعتبر التعلم كفرصة للنمو الشخصي والمهني، واستمتع برحلتك في اكتشاف مهارات جديدة وتطوير نفسك.

لا تنسى أن التعلم المستمر يحتاج إلى صبر والتزام. قد لا ترى تحسينات كبيرة في وقت قصير، ولكن باستمرار التعلم والممارسة، ستلاحظ التقدم الذي تحققه على المدى الطويل.

باختصار، يعد التعلم المصغر أداة قوية لنقل المعرفة بشكل فعال وسريع. بفضل وحداته الصغيرة وسهولة الوصول إليه، يمكن للأفراد تعزيز مهاراتهم ومعرفتهم بشكل مستدام وتطبيقها في الحياة اليومية والعملية.