عناصر المنهج العلمي الجامعي

عناصر المنهج العلمي الجامعي

هناك ستة مكونات رئيسة في المناهج الجامعية، مما يسمح لها أن تكون متماسكة ومتكاملة. هذه المكونات هي: ( الأهداف، المحتوى العلمي (الموضوعات)، طرائق التدريس ، الأنشطة التعليمية والتعلُّمية، الوسائل التعليمية، التقويم).  وكلها ضرورية بغض النظر عن المؤسسة التعليمية أو خصائص المادة العلمية، لأنها تُشكل تصميم المنهج الدراسي الجامعي، وتحدد ما يجب القيام به، وكيف، ومع أي تركيز، وما هي الموارد التي يجب استخدامها، وكيف ينبغي تقييم النتائج. وهو ما سنناقشه في مقالتنا هذه، والتي اقتبسناها من بحث جامعي بعنوان: "جودة المنهج العلمي الجامعي وتقنيات التعليم المستخدمة في تحسين جودة مخرجات العملية التعليمية الواقع والطموح". 

يُعد التعليم الجامعي الركيزة الأساسية لأي بلد من بلدان العالم المتقدمة والنامية، والذي يعده الآخرون مقياس لتقدم البلدان وازدهارها، إذ نجده يحظى بمكانة متميزة في الدول العربية والأجنبية والكثير من الجهود بهدف تطويره وتحسينه بشكل مستمر لزيادة كفاءته لتحقيق الأهداف المرجوة، وهي ليست بالمسألة الحديثة إذ بدأ الاهتمام به قديمًا في الدول المتقدمة والتي قطعت أشواطًا متقدمة، كان آخرها تطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم الجامعي، مما جعل الدول العربية والنامية بدراسة واقع التعليم العالي والعمل بتطويره من خلال المؤتمرات والندوات والدراسات وورش العمل والبدء بتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم الجامعي، والتي تُعد مدخلَ تطوير وتغيير جذري. 

أولًا: مفهوم وخصائص المنهج العلمي الجامعي 

  • يُعرّف المنهج لغويًا: الطريق الواضح. 

  • أو هو عبارة عن الوسيلة التي تستخدمها التربية لتحقيق أهدافها ببناء نظامي يتشكل من عناصر ومكونات له مدخلاته، والتي تجري عليها العمليات المناسبة لتعطي المخرجات التي تُمكّن المتعلمين الذين تعدهم بمستوى معين لخدمة النفس والمجتمع والتكيف مع واقع الحياة بمستحدثاتها الحديثة. 

  • وهناك عدد من الباحثين ممن يرون أنه جميع أنواع الأنشطة التي يقوم بها الطلبة، والخبرات التي يمرون بها تحت إشراف الجهة المسؤولة، وبتوجيه منها سواء كان من داخلها أو خارجها.

  •  إذ يجب أن يوفر المنهج الجامعي بشكل عام المعرفة المطلوبة لعملية التعلم والتعليم، فهي تمثل مجموعة المعاني والحقائق والمفاهيم والتطورات الفكرية والعلمية التي تتكون لدى الفرد نتيجة محاولاته المتكررة لفهم الظواهر المحيطة وهي تعد أداة مهمة في تحقيق الرقي وخطوة أساسية في النمو الإنساني (4).

  • أما المنهج الجامعي بمعناه الواسع: فإن مكوناته عديدة لا تقتصر على المقررات الدراسية، وإنما تتسع لتشمل أهداف المنهج ومحتواه وطرائق التدريس وأساليبه ووسائل التعليم والنشاط الجامعي وعملية التقويم، كما تتخذ النظرة إلى العلاقات بين هذه المكونات إلى الاتجاه نحو الإدراك والإفادة من التداخل والتشابك والتفاعل بينهما، إذ تقوم الجهة المختصة بتخطيط المنهج ومحتواه بما يحقق أهدافه.  

ثانيًا: أهداف المنهج العلمي الجامعي 

 للمنهج الجامعي مجموعة من الأهداف تتمثل بالآتي: 

  • الأخذ بوحدة المعرفة وترابط موادها وربطها بالحياة بشكل مستمر.

  • تصفية ما يُقدّم من أفكار وعلوم في المناهج العلمية وبما يتناسب مع الثقافة والحقائق العلمية.

  •   أن يترابط محتوى المنهاج النظري مع العملي قدر الإمكان، بهدف تحقيق الأهداف المتوخاة منه.

  •  تُوضع بعض المناهج بصورة دقيقة بهدف إعداد الفرد إلى مهنة معينة، مثل: المحامي والطبيب من خريجي كلية القانون والطب. 

  • أن يهدف المنهج إلى إعداد الطلاب الجامعيين إعدادًا اجتماعيًا يُحبب إليهم التعاون والتكامل والعدل والنظام والتقدم، ويُعرفهم بحقوقهم وواجباتهم ويدعوهم إلى احترام حقوق الآخرين وحرياتهم، حيث نعتمد على العلم في تنشئة الفرد.  

ثالثًا: عناصر المنهج العلمي الجامعي 

   تتمثل عناصر المنهج العلمي الجامعي بالآتي:

1-   أهداف المنهج

تُعد الأهداف الخطوة الأولى في إعداد المناهج الجامعية، فهي تخلق الدافع وتوجه الجهود، وتُساعد في اختيار الوسائل المناسبة لتحقيقه، وتُمكّن القائمين على وضعها من تقدير مدى النجاح أو الفشل. إذ يجب أن تتصف أهداف المنهج الجامعي بالوضوح لتكون مرشدًا في اختيار خبرات المنهج، والشمولية لجميع نواحي شخصية الطالب والمتعلم الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية، وأن تكون مناسبة لمستوى الطلبة الجامعيين، ومراعاةً لمصالح الفرد والجماعة في ضوء فلسفة علمية سليمة.

ومن أهم المصادر التي يُعتمَد عليها لتحديد أهداف المنهج الجامعي هي

  •  المجتمع وفلسفته التربوية وأهدافه وتراثه الثقافي وما يسوده من قيم واتجاهات.

  • خصائص الطلبة والمتعلمين وحاجاتهم وميولهم ودوافعهم ومشكلاتهم ومستوى نضجهم وقدراتهم العقلية وطرق تفكيرهم.

  •  أشكال المعرفة ومتطلباتها، وما يواجه المجتمع من مشكلات نتيجة التطور العلمي والتقني.

  •  وجهات نظر المختصين في التربية والتعليم وعلم النفس .   

2- المحتوى العلمي

المحتوى هو المضمون الذي يتم فيه تحقيق أهداف المنهج العلمي الجامعي، ويتكون من الحقائق والمفاهيم والمبادئ ومهارات التفكير، كالتذكر والفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم. وهو الأكثر تأثيرًا في تحقيق الأهداف، إذ هو عبارة عن الخبرات أو مجموع المهارات والمعلومات والاتجاهات التي يقع عليها، ويتم تنظيمها على نحو معين.

ومن أبرز المعايير التي يُعد المحتوى العلمي في ضوئها هي: 

  • معايير تصل بطبيعة الأهداف التي وُضِعت من أجلها، وأول هذه الأهداف هو مواكبة المادة العلمية المعاصرة.

  • معايير تتصل بطبيعة المجتمع، ويكون مفيدًا للطالب الجامعي عندما يُنسق مع الواقع الاجتماعي والثقافي.

  • معالجة المشكلات ووضع الحلول المناسبة لها على أسس علمية سليمة.

  • العناية بالنشاط المهاري أو الحركي بمستوياته الخمسة.

  •  الاهتمام بالجانب المعرفي من فهم وتذكر وتحليل وتطبيق وتركيب وتقويم بمستوياته الستة.

  • توافر التكامل في محتوى المنهج العلمي.

3- طرائق التدريس

  تُشكّل طريقة التدريس نظامًا متكاملًا في الإجراءات والعمليات المترابطة والمتكاملة والمنظمة في خطوات محددة، فلكل طريقة إجراءاتها وأنشطتها وتسلسل فقراتها وهي ترتبط بالأهداف والمحتوى، إذ أن المنهج لا يُدرّس بمادته بل بطريقته التي تجعل التعليم أيسر وأسهل، فالطريقة تمثل مجموعة الأنشطة والإجراءات المترابطة والمتسلسلة التي يُخطط لها وينفذها الأستاذ الجامعي داخل قاعة المحاضرة أو خارجها ( الأقراص التعليمية، .....) من أجل تحقيق هدف أو مجموعة أهداف.

ويُميز التربويون بين الطرائق والأساليب، إذ قد يستخدم الأستاذ الجامعي العرض بوصفه طريقة يُقدم بها المعلومات لطلبته أو المتعلمين، لكن عرض المعلومات يمكن أن يتم بأساليب متعددة، ويعتمد اختيار الأسلوب على مجموعة من المتغيرات، مثل: ( محتوى المادة العلمية، ومستوى الطلبة الجامعيين، والأهداف).

4- الأنشطة التعليمية والتعلُّمية

إن الأنشطة التعليمية هي جزء من طرائق التعليم أو التدريس لأنها من أدوات الاتصال التي تساعد في تنظيم عمليات التعليم والتعلُّم وتيسرها، إذ تحتل القلب في المنهج لتأثيرها الكبير على تكوين خبرات الطالب الجامعي أو المتعلم لأنها تمثل الجانب التطبيقي والسلوكي في التخصص المعني، فهي تعبر عن مجموعة الأعمال التي تنظمها المؤسسة التعليمية لطلبتها داخلها أو خارجها، مثل: الرحلات والحفلات والألعاب الرياضية والهوايات، وتهدف إلى إشاعة روح البهجة، وروح العمل الجماعي، ومعالجة الخجل والعزلة والارتباك؛ حيث إنها كل ما يقوم به الطلبة الجامعيين لتحقيق الأهداف وترجمتها إلى مهارات فكرية واجتماعية وحركية محسوسة.

وأهم المعايير التي يُعتمَد عليها لاختيار الأنشطة التعليمية هي:

  •  ارتباط الأنشطة المباشرة بأهداف المنهج ومعلوماته. 

  • أن تكون ملبية لحاجات الطلبة وقدراتهم الإدراكية والاجتماعية والحركية والجسمية.           

  • تنوع اختصاص الأنشطة بين: إدراك وشعور وحركة.

  •  أن تتضمن الأبحاث والتجارب العلمية المرتبطة بأنواع الأنشطة لنوع مجدد من الطلبة الجامعيين.

  •  خبرات الطلبة وميولهم ورغباتهم.

5- الوسائل التعليمية

تُعد الوسائل التعليمية جزءًا من طرائق التدريس والأجهزة المناسبة، فهي وسيلة اتصال تُساعد في عمليات التعليم والتعلُّم، إذ أن الطرائق والوسائل أدوات حدوث التعلُّم، وتشمل المادية منها:( السبورة، والخرائط، والكتاب)، والمعنوية، مثل: (استخدام الأمثلة والقصص، وتمثيل الأدوار)، والسمعية، وبعد تطور التقنيات الحديثة أصبحت تُسمّى التقنيات التعليمية. 

6- التقويم

إن التقويم هو عملية شاملة تبدأ تخطيطيًا قبل العملية التعليمية والتعلُّمية، وتنتهي متابعة بعدها، وهو يشخص نقاط القوة والضعف للأستاذ الجامعي والطالب، ومن خلاله يتم معالجة نقاط الضعف وتدعيم القوة. 

وأخيرًا، كل هذا يوضح أن المناهج الدراسية الجامعية يجب أن تتغير بشكل منتظم، مما يجعلها أساسًا أكثر أهميةً يمكن أن نبني عليه أساليب التدريس لدينا. من خلال استخدام الأستاذ الجامعي المنهج بشكل فعال، سيساعد هذا طلابه الجامعيين على البقاء على اطلاع بأحدث المهارات المطلوبة والحصول على مسار تعليمي ومهني أكثر تماسكًا.

كما يمكنكم طلب المساعدة  من شركة " رؤية للحقائب التدريبية " في إعداد المناهج الجامعية بشكل علمي من خلال كادر مؤهل لذلك، حيث نؤلف المناهج التربوية والجامعية، والمقررات الدراسية بأساليب حديثة وشيقة ومطابقة للمواصفات التربوية العالمية المعترف بها، وذلك في جميع التخصصات. 

 

0