مبادئ التعليم المتمايز داخل القاعة التدريبية

مبادئ التعليم المتمايز داخل القاعة التدريبية

إذا كنت مدرب أو معلم كيف تستطيع تطبيق  مبادئ التعليم المتمايز في القاعة التدريبية أو الصف الدراسي؟

لقد أصبحت  جميع استراتيجيات التعلم الحديثة هي أهم الأدوات التي يهتم بها كل العاملون في المجال التربوي اهتمامًا كبيراً وحتي أنهم بدأوا في أخذ أهم الدورات التدريبية في هذه الإستراتيجيات، وذلك لأثرها الكبير في تحقيق جميع الأهداف التربوية ،حيث إن كل استراتيجية تعتبر بمثابة البوابة الحقيقية التي تسمح لك بالعبور والوصول إلى ذهن متدربك وإكسابه آلية منهجية ومنظمة للتفكير المنطقي والسليم .

وفي ما يلي، نضع  بين يديك أهم الاستراتيجيات في التعليم والتدريب في ميدان التدريس الحديثة، ألا وهي التعليم المتمايز:

فالتعليم المتمایز هو الإطار أو الفلسفة الخاصة بالتدريس الفعال، والذي يعتمد فقط على مساعدة الطلبة بأكثر من طريقة لكي يساعدهم علي اكتساب المعرفة، وبناء جميع المعاني، وصنع الأفكار الحديثة، وأيضاً يعمل علي تطوير المواد تعليمية والطرق المناسبة للتقييم، حتى يستطيع جميع المتدربين داخل القاعة أن يتعلموا بشكل فعال، لذلك،

ما هي الميزة الأولي التي تظهر من التعريف وتجعلك تلجأ، كمدرب أو معلم، لهذه الاستراتيجية الحديثة في التدريب أو التعليم؟

إن هذه الاستراتيجية التعليمية، بغض النظر عن الاختلافات في القدرة  والفروق الفردية، حيث من الطبيعي أن يختلف المتعلمين في الثقافة والوضع الاجتماعي والاقتصادي، واللغة ، ونوع الجنس، والدافع، والقدرة وجميع المصالح الشخصية والكثير، حيث تعمل علي توفير بيئة فعالة لكل متدرب لتعليم متمايز أفضل.

وهكذا، عليك كمدرب أو معلم أن تكون على علم بهذه الاختلافات من أجل التخطيط لمنهجك التعليمي الفعال، حيث يمكنك من خلال النظر في احتياجات المتدربين والمتعلمين المتنوعة، أن تصمم دروسًا تستجيب لمختلف الدارسين في مستويات الاستعداد، والمصالح وأنماط التعلم ، والتمايز يعني التأكد أن كل متدرب أو متعلم يدرس ما يناسبه ويأخذ المهام المناسبة له.

وبالتالي، فالتعليم المتمایز يعني:

  • مقاس واحد لا يصلح للجميع
  • التخطيط بشكل استباقي للمتدربين أو للطلاب
  • أكثر جودة وليس مجرد أكثر کمية
  • كل متدرب أو متعلم قابل للتعلم، ولكن يجب عليكم معرفة الطريقة المناسبة لتعليمه
  • لأن تدمج بين العمل مع القاعة التدريبية أو الصف الدراسي بشكل كلي أو مجموعات أو أفراد من الدارسين
  • الانتباه إلى الاختلافات بين المتعلمين في بيئة من الاحترام المتبادل، والسلامة، والتركيز على نمو الفرد، والمسؤولية المشتركة للتعلم .

ومن الجدير بالذكر، أيضًا، أنه مهما اختلفت على الاستراتيجية التي ستعتمدها في التدريب والتعليم، توجد نقطة مشتركة، ألا وهي – تحفيز المتعلمين وتشجيعهم وفتح باب المشاركة أمامهم، وهي ما تتفق مع أهداف التعلم المتميز.

 أهداف التدريس المتمايز:

  • رفع مستوى التحصيل الدراسي
  • جعل عملية التدريب والتعليم أكثر سهولة
  • زيادة مستوى التحدي للمتدربين والمتعلمين الذين لديهم بالفعل معرفة مسبقة والكثير من مهارات التفكير
  • أن يعمل علي تقديم الكثير من المساعدة والدعم للمتدرب الضعيف.
  • زيادة حماسة المتدربين والمتعلمين واهتمامهم بالتعلم
  • التخلص من المشاعر أو القناعات التي يحس بها بعض الدارسين، مثل قناعتهم بأنهم لن يكون دارسين ناجحين، وزيادة ثقتهم بأنفسهم وقدرتهم على التدرب والتعلم.

وباعتمادك أيها المدرب أو المعلم هذا النوع من التعليم والتدريب، تجده يوفر لك العديد من المميزات:

فمميزات التدريس المتمایز:

  • التعلم والتدريب بوتيرة أسرع
  • استقلالية أكبر في التدريب والفكر
  • التوسع والعمق في المحتوى
  • التمايز الفعال يعمل علي توفير احتياجات المتدربين والمتعلمين المتميزين خلال الأنشطة المختلفة
  • محاكاة مشاكل العالم الحقيقي، ووجهات نظر متعددة عنوان، وهذا يؤدي إلى التنمية
  • يعمل علي توفير المواد تعليمية التي تساعد جميع متدربينك والمتعلمين في المشاركة وزيادة التحدي بينهم، لأنه:
  • مبني على التقصي
  • نهايات مفتوحة
  • متعدد الأوجه
  • يهتم بالمفاهيم
  •  متعدد التخصصات
  •  يترك التعليم المتمايز للطالب مجالاً واسعاً لحرية اختيار الدارس، وذلك تبعاً لاهتماماته.

وتجد سؤال دائماً ما يتبادر إلى ذهنك، فإذا كنت مدرب أو معلم، بعد أن قرأت كل هذه المميزات، كيف تعمل علي تطبيق مبادئ التعليم المتمايز في القاعة المدرسية أو الفصل المدرسي؟  لنرد علي هذا التساؤل من خلال النقاط التالية.

مبادئ التدريس التمايز:

  • أنه يساعد في مشاركة المتدربين والمتعلمين في الكثير من الأعمال الهامة و المفيدة.
  • ينبغي أن يشارك المدرب مع المتدربين في العمل وذلك لضمان التعاون المستمر وقبول التحدي لكل المتدربين
  • إن إدارة الوقت والمكان وجميع الأنشطة من أهم الأدوار التي يقوم بها المعلم في التعليم المتمايز. 
  • أن تستخدم طريقة المجموعات المرنة،  والتي تشمل علي القاعة التدريبية أو الصف بأكمله، أو أن تستخدم مجموعات زوجية، أو أن يقوم الدارسين بأختيار مجموعات المتعلمين، أو يختار المدرب أو المعلم مجموعة من المتدربين او المتعلمين ، أو أن يتم اختيار المجموعات عشوائيًا.
  • التعامل بمرونة في الاستجابة لاحتياجات الدارسين
  • توظيف مجموعة من استراتيجيات إدارة القاعة التدريبية أو الصف مثل، مراكز التعلم أو التدرب، أنشطة تلبي الاهتمامات المختلفة للمتعلمين، التعاون بين زملاء مهنتكم من التدريب والتعليم، مساعدة الطلاب في التعلم، حسب احتياجاتهم.
  • أن يقوم المدرب أو المعلم بوضع معايير واضحة لكي يوجه المتعلمين نحو دراسة أفضل.
  •  أن تقوم بتقييم مستوى المتدرب أو المتعلم يتم ذلك بأكثر من طريقة  لتقيس جميع الجوانب للتحصيل الدراسي. 
  • وكون أن التعليم المتمايز مرتبطاً ب:
  • ان تستخدم أساليب في التدريس تزيد من تنوع المهام التدريسة والنتائج التعليمية.
  • إعداد الدروس وتخطيطها وفق مبادئ التعلم المتمايز
  • يجب أن يتم وضع أساليب التعليم المتمايز تبعاً  لكفايات المعلمين

حيث أن التحدي الذي يواجه المدرب أو المعلم هو أن يعلِّم كل المتدربين أو المتعلمين، رغم أن كل طالب يختلف عن غيره في اكتساب المهارات و العلم؟

هو ظلم كبير لكي نطالب المدربين أن يكتشفوا طرق جديدة تناسب كل متدرب، حيث أن أهم نقطة في ذلك هي البداية وهي طريقة لتنفيذ التعليم المتمايز حتي نصل إلى التقويم النهائي وذلك للحكم هل يتلقى المتدرب ما يلائمه من تدريب أم لا ؟

ومن كل ذلك نحصر خطوات التعليم المتمايز أن يقوم المدرب أو المعلم بـكل ما يلي :

يحدد المهارات والقدرات لدي كل متدرب أو متعلم، ويحاول الإجابة عما يلي :

  •  ماذا يعرف كل طالب ؟
  • ماذا يحتاج كل طالب ؟

وهو بذلك يستطيع تحديد أهداف الدرس، ويحدد النتائج المتوقعة،  كما يستطيع تحديد معايير تقويم مدى تحقق الأهداف.

  • اختر الاستراتيجيات الخاصة بك، والتي تلائم كل متدرب أو متعلم، وأجعل هذه الاستراتيجيات تلائم هذا التنوع الكبير بين الدارسين.
  • حدد جميع المهام التي سوف تجعل المتدرب أو المتعلم يفعلها لكي يستطيع تحقيق أهداف التعلم والتدرب.

وإذا كنت مدرب أو معلم يجب عليك جمع جميع المعلومات عن الدارسين وذلك لكي تستطيع أن تختار الطرق المناسبة لكل دارس فتناسب التعليم المتمايز إذا كنت في القاعة التدريبية أو الصف، لذا قم بدراسة أنواع الذكاء ، وأنماط التعلم، والتعاون من أجل التعلم وذلك كما يلي:

  1. التدريس تجاه نظرية الذكاءات المتعددة : والتي يقدم فيها المدرب أو المعلم المحتوي، وفق جميع صفات المتعلمين وذكاءاتهم المختلفة.
  2. التدريس تجاه أنماط المتعلمين : حيث أضاف بعض علماء النفس التربوي أنماط المتعلمين من سمعي وبصري وحركي وأضاف بعضهم النمط الحسي، وأن تقوم بالتدريس وفق هذه الأنماط يشبة التدريس وفق الذكاءات المتعددة ، وذلك يعني أن يتلقى الدارس التعليم الذي يتناسب مع كل دارس والنمط الخاص به.
  3. التعلم التعاوني : يعتبر تعليماً متمايزاً  إذا راعى المدرب أو المعلم تنظيم جميع المهام وأن يقوم بتوزيعها تبعاً لاهتمامات المتدربين أو المتعلمين والأشياء المفضلة لديهم.

وهناك أسس إجمالية يجب عليك_ أيها المدرب أو المعلم_  أخذها بعين الاعتبار، عند اختيار الاستراتيجية الملائمة للتعليم المتمايز، وهذه الأسس تتعلق بالنواحي التالية:

  • الأهداف المطلوب تحقيقها
  • عدد الطلاب
  • قدرات الطلاب
  • خصائص الطلاب
  • دوافع الطلاب.

هنا لك العديد من الاستراتيجيات التعليمية التي تدعمك وتتناسب مع التعلـيم المتمايـز، وذلــك بســبب التنــوع والاخــتلاف في الاحتياجــات التعليميــة للمتدربين والمتعلمين، ومــن هــذه الاستراتيجيات ما يلي:

  • المجموعات المرنة

تستند هذه الاستراتيجية على أسـاس مهـم هـو أن كـل متعلم أو متدرب في الصف الدراسي أو القاعة التدريبية هو عضو في مجموعات مختلفة متعددة يمايزها المعلم أو الدارسين أنفسهم.

  • الأنشــطة المتدرجــة

تعتـبر الأنشـطة المتدرجــة مهمــة جــدًا عنــدما يريــد المدرب أو المعلــم أن يضــمن أن المتعلمين ذوي الاحتياجات التعليمية المتباينة يعملون على نفس الأفكار الأساسية ويسـتخدمون نفـس المهارات الأساسية.

  • لوحة الخيارات

هي مشتقة من اللعبة الشهيرة Toe-Tac-Tic أو ما نسميها بـــ O-X.وهي أداة ممايزة توفر تشكيلة مـن الأنشـطة التـي يسـتطيع الدارسين الاختيار من بينها لعرض فهمهم، ومثل اللعبة الأصلية فإن لوحتها تحوي تسـع خلايـا، وبالطبع يمكن تعديل عدد الصـفوف والأعمـدة.

  • الدراسـات المداريـة

تعتـبر الدراسـات المداريـة أبحـاث مسـتقلة تستغرق عموما ثلاثة إلى ستة أسابيع، وهي تدور حول جانـب مـا مـن جوانـب المنهـج أو المحتوى التدريبي.

  • حقائب التعلم

تعتبر هذه التعيينات من أعمال الدارسين والمتدربين ممتـازة لمساعدة الأطفال في وضع أهداف تعلمية مناسبة وفي تقييم نموهم. كما أنها تعتـبر أيضـًا وسيلة قوية لمساعدة المعلمين والمدربين والآباء في التأمل في نمـو الطـلاب عـلى مـر الـزمن.

  • استراتيجية تعدد الإجابات الصحيحة

تعمل هذه الاستراتيجية على طرح أسئلة، أو تحديد بعض المهام المفتوحة النهايـة، والتـي تهتم أساسًا بحل المشكلات وممارسة مهارات التفكير الناقـد ، والتـي تقـود بـدورها إلى توصل المتعلم إلى إجابات مختلفة كلها صحيحة.

  • استراتيجية دراسة الحالة

تعتمد هذه الاستراتيجية على إثارة موضـوع أو مفهوم، أو عنصر متواجد بالفعل في البيئة الواقعية للمتعلمين، وتتم بـين المدرب أو المعلم والدارسين لمناقشة التبرير وإبراز أهمية هذه الدراسة، وكلـما اقتنـع المتعلمين بأهميـة ذلـك، كلـما زاد حماسهم لهذه الدراسـة.

  • استراتيجية فكـر، زاوج، شـارك

تعـد هـذه الاستراتيجية إحدى الاستراتيجيات التي تؤيد التعليم المتمايز والتعلُّم النشط في آنٍ واحد.

تعتمد على استثارة الدارسين كي يفكروا كل على حدة، ثم يشترك كل اثنين في مناقشة أفكار كـل منهما، وذلك من خلال توجيه سؤال يستدعي تفكير التلاميذ، وإعطائهم الفرصـة كـي يفكروا على مستويات مختلفة.

بالرغم من أهمية ومميزات مدخل التدريس المتمايز إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجهه، حيث يُذكرأن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه مدخل التدريس المتمایز، تتمثل تحديات التعليم المتمايز في:

  • الوقت: إن تقييم احتياجات الدارسين وميولهم ومستوى استعداداتهم، وكذلك تحديد المفاهيم الرئيسية، وتنظيم الأسئلة وتصميم الأنشطة المناسبة لكل متدرب أو متعلم يحتاج إلى وقت طويل.
  • إدارة الفصل والتحول في دور المدرب أو المعلم من موزِّع للمعرفة إلى ميسر للتدرب والتعلم.
  • حاجة المعلمين والمدربين للتدرب على استخدام الاستراتيجيات المناسبة، والتي قد تكون جديدة عليهم.

ويُذكر أيضًا بعض عيوب التدريس المتمايز كما أسماها. وتتمثل عيوب التدريس المتمايز فيما يلي:

  • حاجته إلى مدرب أو معلم يمتلك قدرةً عاليةً في التدريس.
  • حاجته إلى خطة تدريب وتعليم متشعبة تلائم كل فئة من فئات المتعلمين والمدربين قد لا يُجيدها البعض.
  • حاجته إلى تنظيم خاص لبيئة التدريب والتعلُّم قد لا يحسنه بعض المدرسين.

 ويرى العلماء التربويين أن السبيل الوحيد لمعالجة كل هذه المخاوف يتم من خلال التطوير المهني الفعال للمعلمين والمدربين الذي يشجعهم بقوة على تطبيق تلك المهارات، ثم تقديم التدريب لهم في جميع مراحل عملية التحرك نحو التمايز كمدخل للتدريس.

 وفي الختام، وبالرغم مما سبق ذكره، وانطلاقًا من فلسفة وأهداف ومميزات مدخل التدريس المتمايز، إلا أنه لا يمكن اعتبار التحديات التي تواجهه مبررًا، للتخلي عن استخدام التدريس المتمایز كنظام في التدريس والتدريب، كما أن السبل الوحيدة لمعالجة كل هذه المخاوف هو الاهتمام بالمعلم أو المدرب وتطويره، وذلك لأنه يتحمل مسؤولية قيادة صفوف المتعلمين المتمايزة، ويتم ذلك من خلال تدريبه وتشجيعه على توظيف مدخل التدريس المتمايز في صفِّه أو قاعته التدريبية بالشكل الصحيح.

كما يمكنكم أيضا طلب حقيبة التعليم المتمايز مقدمة من شركة رؤية للحقائب التدريبية 

0