مع كل هذا الوقت والمال والمجهودات التي يتم تخصيصها للتدريب كل عام، فإن عددًا قليلاً جدًا من الشركات أو المراكز التدريبية تبذل جهدًا للعودة والتأكد من أن برامجها التدريبية تحقق أهدافها؛ فقد أنفقت العديد من المراكز التدريبية الملايين من الدولارات في التدريب في الأعوام الأخيرة. وقادت المؤسسات الكبرى التي تضم أكثر من 10000 موظف الكثير من هذا الإنفاق، وظلت تتفاخر بميزانيات التدريب التي بلغ متوسطها مليارات الدورات.
ومع استثمار الكثير في تدريب الموظفين، قد تندهش عندما تعلم أن ما يقرب من 90٪ من المهارات الجديدة تُفقد وتُنسى في غضون عام، ولكن الخبر السار هو أنه ليس بالضرورة أن تكون الميزانية هي التي تحدد نجاح أو فشل برامج التدريب عامةً، وخاصةً في الشركات. هناك فن وعلم في التدريس والتدريب، كما يعلم المتخصصون ذوو الخبرة في التدريب والتطوير جيدًا.
لا توجد منظمة محصنة ضد تحديات التدريب. وبالطبع، لن تواجه أي مؤسستين نفس مجموعة التحديات- تتغير العقبات التي يواجهها أي فريق بحث وتطوير مع زيادة حجم العمل وتزايد نموه. بغض النظر عن أن هناك قواسم مشتركة لاحظها الخبراء في جميع الشركات تقريبًا. قمنا بتجميع الأسباب لأكثر شيوعًا لفشل التدريب، مع أفكار لمعالجتها يمكن أن تساعدك في جعل برامجك التدريبية أكثر نجاحًا.
يُمكن أن يفشل التدريب في تلبية احتياجات المتدربين، لعدة أسباب:
قد يكون إيجاد حل لمعضلة التدريب الخاصة بك، في بعض الأحيان، يتمثل فقط في إجراء عملية بحث سريعة على الإنترنت، ولكن عليك أولًا معرفة المشكلة التي تحاول حلها. لا تقع في فخ إنشاء التدريب بأحدث التقنيات اللافتة للنظر،ولكنك ما زلت تتساءل لماذا يفشل التدريب؟ فالتدريب يُكلف الكثير من المال ويستغرق الكثير من الوقت. وإذا أوقفت تشغيل مفاتيح الاستماع الخاصة بالمتدربين، فأنت بذلك تهدر أموالك وأموال المؤسسة، والعكس، إذا كنت تفعل ذلك بشكل صحيح، فإن التدريب يتحول، بالنسبة إليك، إلى استثمار حكيم.
إن العديد من هذه الأسباب الثمانية أو كلها تبدو مألوفة. يجب على المنظمات معالجتها إذا كان لبرامج التدريب أن تلبي توقعات أصحاب المصلحة وأن تولد مستويات فعالة من تأثير الأعمال، وفي النهاية، العائد على الاستثمار. ويجب تحليل حلول التدريب الفعالة والتخطيط لها من البداية، مع مشاركة والتزام شامل من مسؤولي التدريب على مستويات متعددة في الشركة أو المركز التدريبي، ومع وضع قياسات لالتقاط البيانات وتحليلها على عدة مستويات لضمان أن إمكانات برامج التدريب يتم تنفيذها بالكامل، وعلى أكمل وجه.
وأخيرًا، تذكر أن التدريب عملية وليست حدثًا لمرة واحدة، فالمتدربين، أو الأشخاص عمومًا، لا يقبلون التغيير بسهولة. ويجب أن تركز على جعل متدربينك ينقلون المعرفة والمهارات المكتسبة لتطوير أداء العمل. ركز على جعل عصا التدريب طويلة الأجل، أو سيعود المتدربين إلى طرقهم القديمة عاجلًا أم آجلاً. وعندما يتم التدريب بشكل صحيح، فإن التدريب سيصبح- بالنسبة إليك- استثمار حكيم. فحاول تنفيذ بعض الاستراتيجيات المذكورة، وستبدأ في ملاحظة التغييرات الإيجابية في قاعتك التدريبية.