عندما تخطط إلى تدريب وتطوير للدورات التدريبية التي تقدمها في أي منظمة، فإنك تتوقع أن يكتسب المتدربين المهارات المتنوعة وأن يحصلوا على إنتاجية محسّنة، ومعدلات عمل أكبر وعلامات تجارية محسّنة، بعد أن تقوم بتقديم أي نوع من التدريب المؤسسي، يجب أن تطرح الأسئلة التالية:
ما مدى فعالية التدريب في مساعدة المتدربين على اكتساب المعرفة والمهارات ذات الصلة بالموضوع المقدم في الدورة التدريبية؟
هل كان المتدربون قادرين على تطبيق ما تعلموه لتحسين أدائهم في العمل؟
ما هي الفوائد الأخرى التي حققها البرنامج التدريبي؟
تساعدك الإجابات على هذه الأسئلة في تحديد ما إذا كان التدريب حقق أهدافه وفعاليته أم لا، وتتطلب الإجابة عن هذه الأسئلة قياس النتائج.
تثبت الإحصاءات أن الشركات في جميع أنحاء العالم تستثمر بكثافة في تدريب الموظفين وتطويرهم، حيث يتزايد إنفاق الموظفين على التدريب والتعليم وحدها بشكل متزايد بنسبة 14٪ كل عام، بالإضافة إلى تعزيز المعرفة والمهارات، مما جعل قياس فعالية التدريب أداة مهمة لتعزيز مشاركة المتدربين والاحتفاظ بهم، كما تعمل أيضًا نتائج وقياسات التدريب السابق كمؤشرات مهمة أثناء التخطيط للدورات التدريبية المستقبلية.
ويجب أن تضمن المنظمات أن المتدربين يمكنهم إظهار تأثير إيجابي للتدريب من خلال تحسين الإنتاجية وتنمية المهارات بشكل عام، فمع التركيز المتزايد على التدريب والتطوير المستمر، تحرص المنظمات على تحديد المقاييس والأساليب الموثوقة لقياس فعالية التدريب والعائد على الاستثمار لمبادرات التدريب هذه، بعد كل شيء، لن ترغب في تقديم تدريب لا يحقق الأهداف أو النتائج المتوقعة.
إن اختبارات ما بعد التدريب، والمناقشات الفردية، واستطلاعات المتدربين، ودراسات الحالة للمشاركين، وامتحانات الشهادات الرسمية هي من طرق قياس فعالية التدريب، وكلما كانت البيانات التي تجمعها عن نتائج التدريب قابلة للقياس، سيكون من الأسهل تحديد عائد استثمار التدريب الخاص بك واستفادة المتدربين، قبل أن تبدأ التدريب، من المهم أن تحدد العوامل التي سوف تقوم بقياسها وكيف ستجمع هذه البيانات، ولحسن الحظ، توجد بالفعل بعض المناهج التي أثبتت جدواها لقياس فعالية التدريب.
خلال الخمسينيات من القرن الماضي، طور الأستاذ بجامعة ويسكونسن دونالد كير كباتريك نموذج تقييم كير كباتريك لتقييم التدريب، وذلك من خلال طريقة بسيطة تتكون من 4 مستويات، ويعد هذا أحد أكثر النماذج الناجحة التي تساعدك على قياس فعالية برامج التدريب الخاصة بك، فيما يلي المستويات الأربعة للقياس والمؤشرات الرئيسية التي يجب البحث عنها في كل مستوى.
حيث يقيس هذا المستوى كيفية تفاعل المتدربين مع التدريب وأهمية التدريب وفوائده، ويتم استخدم الاستبيانات أو التحدث إلى المتدربين قبل الدورة التدريبية وبعدها، وذلك لجمع ملاحظاتهم حول تجربة التدريب.
قياس المعرفة والمهارات المكتسبة من قبل المتدربين بعد انتهاء التدريب، ولقياس هذا المستوى، يمكنك استخدام مجموعة من المقاييس مثل:
افهم كيف أثر التدريب على أداء المتدرب وسلوكه في العمل، ثم قم بتقييم مدى تأثير التدريب على أداء المتدرب وتوزيعه الصحيح في العمل باستخدام مجموعة من هذه الأساليب:
استبيانات التقييم الذاتي للمتدربين
وتشمل الموضوعات التي يجب تغطيتها في تقييمك ما يلي:
كيف تم تنفيذ المهارات التي قمت بتقديمها للمتدربين في العمل؟
هل المتدربون واثقون من مشاركة مهاراتهم ومعارفهم الجديدة مع أصدقائهم؟
قم بقياس النتائج الجيدة للتدريب مثل تحسين الجودة في كل ما تدرب عليه المتدرب، وإتمام وظيفته بشكل أسرع، وزيادة لإنتاجيته بسبب زيادة كفاءته بعد التدريب، وتحسين فرص التسويق وزيادة المبيعات ورفع الروح المعنوية للجميع في المنظمة، إليك أهم المقاييس الرئيسية للقياس هي:
يمكن أن يكون تنفيذ جميع مستويات نموذج كير كباتريك عملية مكلفة وتستغرق وقتًا طويلاً، ولكن ليس عليك قياس كل شيء، فقط قم بقياس ما يلزمك؛ للتحقق من القيمة التي يتم الحصول عليها من التدريب.
وأعلم أن التدريب يدور حول تحسين الأداء الفردي والجماعي وبالتالي التأثير على الأداء العام للعمل، من المهم تقييم فعالية التدريب والتأكد من تحقيق أهداف التدريب الأساسية.
نعلم أن العديد من نتائج التدريب غير قابلة للقياس، وقد تبدو عوامل مثل رضا المتدرب عن نفسه، والاستمتاع بالتعلم، ومساعدة المتدربين على فهم أنهم ذوي قيّمة تستحق التطوير.
في النهاية، لا يعد قياس التدريب مفيدًا إلا إذا استخدمت ما تعلمته لتحسين التدريب، أو العثور دائماً على طرق أفضل، حتى إذا قررت التوقف عن البرنامج التدريبي، تذكر أن التدريب لا يمكن أن يكون حدثًا لمرة واحدة؛ ومن المهم تحديد مسارات التعلم المستمر ودعمها؛ فهذا يمكّن متدربيك من البقاء على صلة بالتحول الرقمي ومواكبة كل ما هو جديد.