التدريب بمفهومه الحديث
إن عصرنا الذي نمر به عصر التغيير والسرعة والذي لم يترك جانبًا من جوانب الحياة إلا تطور فيها وذلك للتدفق المعرفي والاكتشاف التقني مما فتح الآفاق الواسعة أمام تطوير كل ما في الحياة وأولهم التعليم ومعالجة مشكلاته .
وقد نال التدريب حديثاً تطوراً تقنياً، وذلك من خلال استخدام شبكة الإنترنت وتطبيقات الحاسوب لخدمة عملية التدريب، توجد أشكال كثيرة للتدريب حيث أن التدريب دائماً في تطور بداية من نظام المحاضرات إلى أن وصل التدريب للشكل الحديث، والذي يدعو إلى التفاعل مع المتدربين، ثم وصل بعد ذلك إلى مشاركة المتدربين في عملية التدريب، وأصبحت العملية التدريبية تقوم على تفاعل المدرب والمتدرب داخل القاعة التدريبية.
وخلال الفترات الماضية تطورت ونمت تقنيات التدريب الحديثة، وظهر كل ذلك في الكثير من المجالات، وساهم العديد من المتدربين في أن ترتقي العملية التدريبية، وأن يقوموا بإيصال التدريب بأفضل طريقة للمتدربين، ولذا أنت تحتاج أن تحقق جميع التقنيات الحديثة التي تساعد كل مدرب في تحقيق أهدافه التدريبية.
فما هي أهم النتائج للتدريب الحديث؟
1. إن استخدام المدرب للوسائل الحديثة، وما يساعده في القاعة التدريبية، مثل الحقيبة التدريبية ، مما يساعد في جذب انتباه المتدربين إليك، فيزيد اهتمام كل متدرب بالموضوع الذي يتحدث عنه المدرب.
2. عندما تصل إلى القاعة التدريبية، وتبدأ في تجهيز جميع الوسائل والاحتياجات التدريبية الحديثة الخاصة بك، يجعل المتدرب أكثر استعداداً للدروة التدريبية.
3. عند استخدام المدرب لوسائل محسوسة، فهو يستطيع من خلالها تجسيد كل ما يريد أن يصل للمتدربين، مما يسهل عليه تحقيق الأهداف الخاصة به، ويكون صور مرئية داخل عقول المتدربين.
4. إن هذا التدريب الحديث يعمل على تنشيط المتدربين داخل الدورة التدريبية ومشاركتهم فيها، مما يزيد تفاعل لمتدربين أثناء الدورة التدريبية بصورة إيجابية.
5. إن المتدربين الذين تم استخدام التقنيات الحديثة أثناء تدريبهم هم أكثر تعلماً للمهارات، وأقل المتدربين نسياناً لما تدربوا عليه، عن المتدربين الذين تلقوا التدريب كالتعليم.
6. هناك بعض الموضوعات التي تحتاج بذل الكثير من الجهد أثناء التدريب، وتحتاج إلى كفاءة أعلي، لذا ومع استخدام التقنيات الحديثة يسهل تدريبيها بصورة أفضل.
7. يواجه الكثير من المدربين صعوبة في مواجهة الفروق الفردية بين المتدربين حيث يختلف كل متدرب عن الآخر في جميع القدرات واستقبالهم للمعلومات، فيوجد متدرب يستقبل المعلومات بالاستماع، ومنهم من يستقبلها بالتطبيق ومنهم من يستقبلها عن طريق رؤية فيديو مصور، ومنهم من يحتاج التنوع في استقبال المعلومات، لذا ومع استخدام التقنيات الحديثة في التدريب، ووضع جميع الأساليب المساعدة المختلفة داخل الحقيبة التدريبية الخاصة بك، تستطيع أن تواجه الفروق الفردية أثناء التدريب.
8. في التدريب لابد من تنمية المهارات أكثر من التعلم، ومع استخدامك لأساليب التدريب الحديثة تستطيع تنمية المهارات والمعرفة لدي المتدرب.
أهداف التدريب الحديثة:
توجد الكثير من الأهداف ولكن لنذكر بعضها
1. يعمل التدريب الحديث على مساعدة الأفراد على اكتساب الكثير من المهارات والمعارف لتساعدهم على اتمام العمل الخاص بهم بصورة أفضل.
2. يطور من الأداء الخاص بالأفراد المتدربين وضمان أداء اعمالهم بطريقة فعاله.
3. يعمل على رفع إنتاجية كل فرد من خلال رفع كفاءته.
4. تخفيف الكثير من الأعباء التي تقع على كل مدير شركة أو المشرفين وذلك من خلال تدريب كل موظف، وحل جميع مشكلاته مع العمل.
5. أحياناً ينقطع بعض العمال عن العمل وذلك لعدم معرفتهم الكافية بالعمل وأهدافه مما يوفر لهم التدريب فرصة ممتازة ليزيد لديهم المعرفة بصورة أكبر.
6. زيادة القوي العاملة للأماكن المختلفة من خلال تنمية مهارات الجميع.
7. الحد من إخطاء الكثير من الأفراد مما يعوض الفاقد من القوي العاملة في كل مكان، وزيادة الحفاظ على الآلات والأجهزة التي يستعملها الموظفين.
8. زيادة الإدراك لدي جميع المتدربين على فهم العلاقة بين عمله وعمل كل شخص داخل المنظمة المستهدفة بالتدريب وكيف يحقق الأهداف الخاصة به داخل هذه المنظمة.
أهم التقنيات الحديثة في التدريب:
أولاً: تقنية التدريب باستخدام الحاسب الآلي:
- نعلم أنه أصبح الجميع يستخدم الحاسب الآلي، مما جعل دوره كبير في التدريب والتعليم، وذلك لما فيه من طرق متعددة ومتنوعة لجذب المتدربين وزيادة الفهم لديهم ورفع الكفاءة في استقبال المعلومات، كما ان الحاسوب يعمل علي زيادة تفاعل المتدرب داخل الدورة التدريبية حتى ولو كان العدد كبير، مما يعمل على تحقيق الأهداف التدريبية بصورة أفضل.
- وتوجد العديد من التقنيات التي تعتمد على الحاسوب وتحقق أهدافاً أكثر في العملية التدريبية وأصبح التدريب الحديث أكثر سهولة من خلالها منها:
السبورة الذكية وهي سبورة بيضاء كبيرة تعمل باللمس ويقوم المدرب بلمس الشاشة فيتحكم في جميع التطبيقات الخاصة بالحاسوب مثل ربط الصفحات مع بعضها أو تدوين الملاحظات أو رسم فكرة معينة لتوضيح المعلومة.
ثانياً: تقنية الألعاب التدريبية
إن اللعبة التدريبية تعمل على إيصال معلومة أو مهارة للمتدرب من خلال لعبة بسيطة طريفة يحبها المتدرب وتكون لها علاقة بموضوع التدريب وتساعد اللعبة التدريبية المدرب علي:
1- التأكيد على المعلومات والمفاهيم في أذهان المتدربين والتي يريد المدرب إيصالها لهم.
2- تعمل على إزالة الملل من القاعة التدريبية، وتحفيز نشاط المتدرب، مما يجعل العملية التدريبية أكثر إثارة.
3- على الرغم من انها طريقة مسلية ولطيفة إلا أنها قائمة على مجموعة من الأبحاث والدراسات المعتمدة.
يوجد الكثير من الألعاب التدريبية الفردية والجماعية، احياناً تعتمد على القدرات العقلية أو الحركية أو المعرفية لدي المتدرب وتحتاج إلى اساليب وأدوات تساعد في تقديم اللعبة التدريبية والبعض الآخر لا يحتاج لأي مساندة.
إن الألعاب التدريبية المتاحة للاستخدام في السوق العربي قليلة بالنسبة للألعاب المتوفرة في السوق الدولي لكن يمكن تصنيع كثير من الألعاب محلياً، كما يمكن الاستفادة من الفكرة وتحويلها إلى لعبة تدريبية مبتكرة.
ثالثاً: تقنية الأفلام التدريبية
والأفلام التدريبية عبارة عن مجموعة من الفيديوهات المسجلة لعرض بعض الأفكار التدريبية من خلال بعض الأجهزة التي تستخدم لعرض الأفلام التعليمية
مثل: شاشة العرض، والحاسب الآلي، وجهاز الفيديو بأنواعه.
مما يسهل علي المدرب شرح الكثير من الأفكار وتوفير الوقت اللازم لشرح هذه الفكرة.
لذا مهما تعددت مفاهيم التدريب، سيبقي التدريب الحديث هو المفهوم الأشمل والأعم، لذا إذا كنت لا تستطيع أن تحقق الأهداف التدريبية الخاصة بك، فأنت تحتاج للبحث عن تقنيات التدريب الحديثة والتي ذكرنا بعضها، ولا تنسي أن كل مجهود تبذله في التدريب سوف تجني ثماره.
