مهارات ووظائف لن يتم استبدالها بالذكاء الاصطناعي في المستقبل

في عالم التكنولوجيا الفائقة سريع التغير، تتغير طبيعة العمل أيضًا. في العقود القليلة الماضية، غيرت أجهزة الكمبيوتر والروبوتات والأتمتة طبيعة وأدوار كل وظيفة تقريبًا. تحفز الأتمتة و الذكاء الاصطناعي ثورة جديدة، وتحول الوظائف في كل صناعة من تكنولوجيا المعلومات إلى التصنيع.

ووفقًا لبعض الدراسات، فإن حوالي ربع الوظائف معرضة لخطر التشغيل الآلي في جميع أنحاء العالم. وهذا الاتجاه يجعل الناس في بعض الأحيان متوترين بشأن الأمان الوظيفي.

يقول الباحث "أرجون جولي"، مدير شركة أثينا للبحث التنفيذي والاستشارات: "تزايد اعتماد وتطور الأتمتة والذكاء الاصطناعي يجلب معه الشكوك حول عدد كبير من الأدوار واستبدال المهارات. وبدلاً من ذلك، يجب استخدام الأتمتة والذكاء الاصطناعي لتطوير الأدوار الوظيفية والمساعدة في جعل العاملين البشريين أكثر فعالية ".

ومع ذلك، على الرغم من العديد من المخاوف، تشير التقديرات إلى أن الأتمتة لن تقضي بالضرورة على الوظائف ولكنها ستحولها من خلال تولي مهام بسيطة ومتكررة. سيساعد هذا الأشخاص على الانتقال إلى المناصب التي تتطلب المزيد من مهارات التعامل مع الآخرين.

 بعض المهارات والمهن التي لا يمكن استبدالها بسهولة بالأتمتة .

1. الوظائف التي تنطوي على مستويات عالية من التفاعل البشري

يقول "أرجون جولي": على سبيل المثال: المحامون، والأدوار القيادية، والعاملون في القطاع الطبي، وممارسو الرعاية الصحية، و متخصصو تكنولوجيا المعلومات والموارد البشرية . يمكننا أتمتة كل جزء من عملية سير العمل تقريبًا، ولكننا سنواصل الاعتماد على التدخل البشري لطرح الحجج، وإقامة العلاقات الاجتماعية في مرحلة التفاوض، وإيجاد الفروق الدقيقة في البيانات، بدلاً من الاعتماد على البيانات والخوارزميات بشكل مباشر.

2. الموارد البشرية، وإدارة علاقات العملاء

في حين وجود أنظمة ذكاء اصطناعي رائعة في التتبع، لكنها لا تستطيع فهم ما نشعر به حقًا. حتى التكنولوجيا الأكثر تقدمًا لن تكون قادرة أبدًا على فهم مشاعرنا والاستجابة بالطريقة التي يقوم بها الإنسان. سواء كنت قائد فريق يساعد الموظفين خلال أوقات صعبة، أو مدير حسابات تعمل مع العملاء، أو مدير توظيف تبحث عن المرشح المثالي، فأنت بحاجة إلى "التعاطف" لإنجاز هذه الوظائف. فلا يمكن أبدًا استبدال الأدوار التي تتضمن بناء علاقات مع العملاء أو المرضى بالأتمتة.

3. الوظائف الإِبداعية

لا تستطيع معظم أجهزة الكمبيوتر الذكية أو الروبوتات الرسم مثل "بيكاسو" أو إنشاء الموسيقى مثل "موزارت". لا أحد يستطيع أن يشرح لماذا يكون بعض البشر أكثر إبداعًا من الآخرين. لذلك ، من الآمن أن نقول إنه من شبه المستحيل على أجهزة الكمبيوتر تكرار شرارة الإبداع التي أدت إلى أكثر الإنجازات المدهشة في العالم.

4. الوظائف التي تعتمد على التفكير الاستراتيجي والنقدي

يمكن أن تبسط الأتمتة عملية تنفيذ المهام ولكنها لا توفر استراتيجية شاملة تجعل كل مهمة ذات صلة. حتى مع تحرك العالم نحو الأتمتة، تظل القدرة على فهم السياق  قبل تقديم الحلول أمرًا لا يمكن الاستغناء عنه. يمكن أن تساعد الأتمتة في تنفيذ المهام، لكن ما زال الطريق طويلاً قبل تقديم إستراتيجية تجعل كل مهمة ذات صلة وتتناسب مع الصورة الأكبر. وبغض النظر عن الصناعة، فإن الأدوار التي تتطلب تفكيرًا استراتيجيًا سوف يقوم بها البشر دائمًا.