إن التدريب يدخل على الإدارة روحًا من التعاون، ويساعد على التواصل المفتوح، ويبني ثقة واحترام في العلاقات الإدارية، فالطريق إلى شراكات إدارية عالية الأداء ومربحة للجانبين بها الكثير من الصعوبات ومع ذلك، يمكنك التوجيه حول العديد من هذه الصعوبات.
يكمن سر التدريب الإداري الناجح في تجنب الأخطاء السبعة الأكثر شيوعًا في التدريب، إذا كنا على دراية بهذه الأخطاء والتزمنا بتطوير مهاراتنا التدريبية وفقًا لذلك سنستطيع تجنب صعوبات التدريب الإداري.
الخطأ الأول: لا تلتزم الهدوء داخل القاعة التدريبية خاصة في التدريب الإداري، فسوف يشعر المتدربين بالملل، ولكن اطرح الأسئلة وتحدث عنها وأشرك الناس بروح الاستفسار والفهم، ولا تحتاج إلى الانتظار حتى يكون لديك حقيبة تدريبية حديدية، ولكن طريقتك في التدريب هي التي تحدد نجاح التدريب، وليست الحقيبة التدريبية.
الخطأ الثاني: التأخير في التدريب، حيث يرى بعض المدربين فرص تدريب في أكثر من مكان إداري، لكنهم يؤجلون التدريب؛ حيث يعتقدون أنهم سوف يأجلون التدريب في اللحظة المناسبة، ولكن لا تتردد عند وجود دورة تدريبية اجعل الناس في منظورهم الصحيح، وخصص وقتًا للتحدث معهم، واستكشف المواقف، وابحث عن المكان الأكثر احتياجاً للدورة التدريبية.
الخطأ الثالث: اعطاء الكثير من الحلول دون جدوى مثلما ينفتح العديد من القادة على التدريب على الإدارة فقط بعد أن تكون قائمة الموضوعات طويلة جدًا، فكن انتقائيًا ومركّزًا في المواضيع التي تتحدث فيها معهم بدلاً من أن تكون شاملة، ويقدر الإداريين الحديث عن مشكلة أو اثنتين في وقت واحد، لا تغرقهم بالكثير من المشاكل، والاقتراحات، والتغييرات، فإن أحد الحلول الجيدة هو أكثر أهمية من الكثير من الحلول الضعيفة.
الخطأ الرابع: الهيمنة بالحديث فقط في التدريب الإداري، فعندما يفتح بعض المدربين الإداريين الحوار، وتهيمن الغالبية العظمى من المدربين عن غير قصد على مناقشات التدريب في التحدث فقط بنسبة 75٪ من الوقت أو أكثر، يشعر المتدربون بالملل وأن لديهم الكثير ليتحدثوا عنه في التدريب، وذلك لان معظم المتدربين مدراء يحتاجون عرض خبراتهم.
لذا خطط مسبقا، وتحكم في أفكارك داخل عقلك، ولا تستمر لأكثر من 30 ثانية في أي نقطة واحدة، ولكن عندما تقضي أكثر من 55٪ من الوقت في الحديث، فإنك تتجاوز أفكار متدربيك خاصة وأنهم فئة إدارية.
الخطأ الخامس: اعطاء معلوماتك دون سماع متدربيك، حيث يفخر الكثير من المتدربين بخبراتهم، وذلك بصفتهم مدربين في الإدارة، فتشعر أن لديك الكثير لتقدمه، وأنك تعرف ما هو الأفضل، وتنسى أن التدريب على الإدارة من المفترض حقًا أن يساعد في تحديد المواقف، وحل المشكلات، فبمجرد أن تبدأ في طرح جميع أفكارك المعدة مسبقًا، تتضاءل قدرة متدربيك على العصف الذهني والمشاركة.
لذا اسال اسئلة، واستفسر قبل أن تعطي الحلول، وحاول الإرشاد بدلاً من الإملاء، ثم اكتشف ما يعرفه المتدرب، وما الحلول التي يفكر فيها.
الخطأ السادس: الهجوم تجاه المتدرب، فمن الممكن أن تتحول النقاشات حسنة النية إلى مشاعر عدوانية وغاضبة، فعندما يشعر المتدرب بالهجوم، فإنه ببساطة سوف يسكت، ويصبح شخص لا يتحمل المسؤولية الإدارية، ولا يتكلم، ويبدأ في التصرف كضحية بدلاً من المساهمة والإبداع.
فغالبًا ما يتطلب التدريب الإداري المناسب خطوة إلى الوراء للنظر في جميع العوامل وعدم التسرع في الهجوم على المتدرب، فعادة ما يكون للمشاكل الخطيرة جذور عديدة، لذا كن بعيداً قليلاً من خلال مساهمتك في الموقف ودع الأمور وانظر كيف سيتصرفون حتى تستطيع بعد انتهاء الموقف توجيههم.
الخطأ السابع: الإنكار، فالكثير من المتدربين الإداريين لا ينشئون علاقات ثنائية الاتجاه، فمن الأسهل على الناس أن يروا عيوب الآخرين واحتياجاتهم من أن يبحثوا ويتعرفوا عليها بأنفسهم، وتسمى هذه الظاهرة "التحيز الذاتي"، فقد يميل المتدرب الإداري الذي يواجه هذا التحدي إلى توجيه النتائج الإيجابية إلى نفسه، وسلوكه أو أفعاله، ولكن يوجه النتائج السلبية إلى الآخرين أو العوامل الخارجية، فتجدهم في حالة إنكار لمساهمتهم في المواقف أو الأحداث.
لذا حاول تحديد مساهماتك في القضايا والاهتمامات، وشجع، واطلب ردود الفعل من المتدربين، وكن منفتحًا وصريحًا، ولا تتخذ موقفًا دفاعيًا إذا رأى الآخرون عيوبك، ولكن اشكرهم على انفتاحهم وتنبيههم لك، فإذا كنت نموذجًا لرغبة في التطور والتحسين، فإن الآخرين من حولك سيفعلون ذلك أيضًا.
في النهاية، انظر إلى العلاقات أثناء التدريب الإداري كأصل عمل وميزة تنافسية، وذلك لأنه تدريب إداري، وفي بعض الأحيان، قد يبدو أن الجدال أو الصراع أسرع وأكثر فاعلية من تدريب الإدارة، فلا تنخدع، حيث تؤدي هذه التكتيكات فقط إلى الإجهاد والتعب وتقليل الحافز لدى الجميع، وبدلاً من ذلك، دع الأداء العالي والشراكات المربحة للجانبين تساعد المنظمة على الازدهار وتحقيق الرضا الشخصي، مما يساعدك في انتاج مدراء، وموظفين بأعلى كفاءة.