قياس اداء المتدرب ومراعاة ذلك في الحقيبة التدريبية

 تقييم التدريب بطريقة صحيحة يساعد في اكتشاف المشكلات، وإصلاحها في وقت مبكر، قبل أن تؤثر سلبًا على التدريب، لذا قبل تقديم دورة تدريبية جديدة، ولابد من التقييم بعد التدريب أيضاً، لذا حدد ما ستقيسه عند تقييم برنامج التدريب.

النقطة المهمة هي أنك ربما تحتاج بعد تقييم الدورة التدريبية أن تقوم بتقييم اداء المدرب، كلما قمت بتضمين المزيد من الإجراءات، زادت المعلومات داخل الحقائب التدريبية التي ستحتاجها لمساعدتك في تحسين برنامجك.

من أهم الأشياء التي تساعدك لتقييم أداء المتدربين:

1. مهارات ومعارف جديدة

عندما يتعلق الأمر بالتدريب، فإن المتدرب هو الركيزة الأساسية، أليس كذلك؟ على سبيل المثال، إذا كنت تدرب متدرب على تقنيات الإقناع، فقد ترغب في أن يكونوا أكثر إقناعًا عند انتهاء التدريب، وهذا يجعل اكتساب المهارات والمعرفة الجديدة أحد أهم مقاييس تقييم أداء المتدربين.

2. خبرة التدريب

أحد مقاييس تقييم أداء المتدرب التي غالبًا ما يتم تجاهلها، هي تجربة التعلم، وهو مهم لأنه عندما تكون تجربة التعلم سيئة، تقل احتمالية تفاعل المتدربين مع محتوى التدريب وما تم وضعة في الحقيبة التدريبية، مما يعني أنهم أقل عرضة لتعلم المهارات التي ستجعلهم أفضل في وظائفهم.

وهذه بالطبع مشكلة كبيرة في الواقع، ويمكن أن يؤدي إلى إهدار الكثير من الوقت والموارد على برنامج تدريبي لم يحقق أهدافه أبدًا، لذلك تأكد من قياس تصورات المتدربين لتقديم التدريب والمحتوى، ويمكن أن تسجل ملاحظاتهم، وهذه الطريقة واحدة من أفضل الطرق لتقييم متدربيك، وتقديم أفضل النصائح لتحسين تدريبك.

3. سعادة المتدرب

هل تعلم أن التدريب بالنسبة للعديد من المتدربين هو السبب الأول الذي يجعلهم يشعرون بالسعادة في اداء ما تدربوا عليه بعد انتهاء التدريب؟ هذا لأن التدريب يساعد المتدربين على النمو والتطور، وغالبًا ما يفتح فرصًا مهمة جديدة. 

والشيء الرائع في المتدربين السعداء هو أنهم يميلون إلى العمل بجدية أكبر بعد التدريب، والبقاء ملتزمين لفترة أطول، وتحقيق نتائج أفضل، لذلك في حين أن سعادة المتدرب قد تبدو مؤشر غريب في البداية، إلا أنها في الواقع واحدة من أفضل النتائج التي تساعد في تقييم المتدرب.

4. الأثر الثقافي على المتدرب

إذا لم تفكر مطلقًا في قياس تأثير التدريب على ثقافة المتدربين، فقد حان الوقت للبدء في قياس لأنها المكون الخاص الذي يجعل عملك فريدًا في عالم شديد التنافسية، لذا فأنت بحاجة إلى حمايتها من خلال التدريب الذي يعزز معايير الثقافة، والقيم المفيدة لأداء المتدرب.

وعندما تقدم تدريبًا لتأهيل المتدربين، أو تدريبًا على السلوك، أو أي شيء آخر قد يؤثر على الثقافة، تأكد من تقييم أداء المتدرب بناءً على الثقافة، ويمكنك القيام بذلك من خلال البحث عن التغييرات في أداء المتدربين وسلوكهم في التعامل.

5. تأثير التدريب على كفاءة المتدرب

لقد ذكرنا حتى الآن أربعة مقاييس لاستخدامها عند تقييم تأثير برنامج التدريب على أداء المتدربين لديك، ولكن لا يمكنك تحديد النتائج كما تريد، لذلك بالنسبة لهذا المقياس التالي، سننظر في تأثير التدريب على كفاءة المتدربين أو الفرق في الأداء.

يمكن قياس الكفاءة بطرق مختلفة اعتمادًا على مجال التدريب ونوع المتدربين الذين تدربهم، فقد يقوم مكان معين بتدريب مجموعة من الأفراد على مهارات جديدة، ثم قياس مدي اكتساب المتدربين للمهارات التي تدربوا عليها من خلال التطبيق العملي، ومن ناحية أخرى، يمكن القياس بالتقنية عبر الإنترنت بعد الانتهاء من برنامج تدريبي.

     6. الملاحظات وأثرها على تقييم أداء المتدربين.

هذه هي عملية مراقبة المتدربين أثناء إكمالهم لمهمة أو عملية ويمكن وضعها في الحقائب التدريبية علي هيئة أنشطة تدريبية، أو الانخراط في نشاط جماعي، وفي كثير من الأحيان، يستخدم المراقب للمتدربين دفتر يوميات لتسجيل ما يراه علي المتدرب. 

وهناك العديد من المزايا لاستخدام الملاحظة كأداة لتقييم المتدربين، ويمكنك ملاحظة التغييرات في التعلم والسلوك في بيئة عمل حقيقية، وتميل أيضًا إلى أن تكون الملاحظات أكثر دقة من استبيانات التقارير الذاتية التي يمكن أن تكون متحيزة أو متأثرة بضعف الذاكرة.

ولا تزال هذه الأداة لديها بعض الجوانب السلبية، أولاً، عليك أن تجد شخصًا موضوعيًا وعلى دراية لموضوع الدورة، ولديه وقت كافٍ لمشاهدة كل متدرب لمدة ساعة أو أكثر أثناء التطبيق العملي، ومن الممكن أن يتغير سلوك المتدرب لمجرد أنهم يعرفون أنهم يخضعون للمراقبة، وهذا يمكن أن يحرف النتائج.

وفي بعض الأحيان، تكون الملاحظة هي أفضل أداة، خاصة عندما يكون تغيير السلوك ليس من السهل قياسه كميًا.

7. الاختبارات

تعتبر الاختبارات من أهم الأشياء التي يتم وضعها في الحقائب التدريبية، فهي طريقة رائعة لقياس التغييرات في المعرفة والمهارات لدي المتدرب، وهي تأتي في جميع الأشكال والأحجام، ويمكن أن تستغرق المهام الكتابية وقتًا طويلاً في وضع الدرجات، ولكن لحسن الحظ، سيمنحك نظام إدارة التدريب الأدوات اللازمة لإنشاء اختبارات مُصنَّفة تلقائيًا تكون ممتعة وتفاعلية أيضًا.

ربما يكون أفضل جزء في الاختبارات هو أنه يمكنك قياس مهارة معينة أو مجال معرفي دون تشتيت الانتباه، فمثلاً يمكنك قياس فهم متدرب من خلال بعض أسئلة الاختيار من متعدد المكتملة في بيئة خاصة وهادئة، بالإضافة إلى ذلك، بمجرد قيامك بإعداد اختبار على نظام التدريب الخاص بك، لن تضطر إلى استثمار المزيد من الوقت في هذه الأداة.

لكن هناك مشكلة، لا تقيس الاختبارات عادةً المعرفة والمهارات في نفس البيئة التي ستُستخدم فيها، لذلك لن تعرف ما إذا كان المتدرب قادراً على تطبيق ما تدرب عليه عندما يكون هناك عوامل تشتيت وضغوط أخرى أم لا.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الاختبارات ليست أفضل مقياس لمهارات مثل الإقناع، والتي يتم تقييمها بشكل أفضل في الممارسة مثل التفكير في لعب الأدوار، وعندما يتعلق الأمر بمهارات عالية الخطورة، مثل الطيارين والجراحين، فإن الاختبارات ليست كافية بمفردها، ولكن التقييمات الأكثر واقعية، مثل المحاكاة، ضرورية أيضًا.

8. مجموعات التركيز

يتم عمل مناقشات مركزة بين مجموعات صغيرة من المتدربين الذين أكملوا جميعًا نفس التدريب، وهذه الأداة رائعة لاستكشاف ما يفكر فيه المتدربون وما يشعرون به تجاه التدريب، وللحصول على اقتراحات لتحسين التدريب في المستقبل.

بالطبع، تستهلك مجموعات التركيز وقتًا أقل، لأنه يمكنك استجواب عدد من الأشخاص في نفس الوقت، ويمكن أن يؤدي الحوار الجماعي أيضًا إلى محادثات أعمق حول الموضوعات التي ربما لم يتم استكشافها في بيئة فردية.

ولكن احترس من صراع المجموعة أو أي ديناميكيات أخرى يمكن أن تضر بقدرتك على جمع معلومات بناءة حول التدريب، وسجلات الأداء.

في النهاية إذا لم يؤد التدريب إلى تحسين الأداء، فهو لا يعمل، لذلك، تعد سجلات الأداء مقياسًا مهمًا يجب وضعه في أي تقييم للدورة التدريبية الخاصة بك، وستعتمد سجلات الأداء التي تختار استخدامها على تدريبك. 

أكبر ميزة لسجلات الأداء هي أنها تستند إلى الأرقام وليس الآراء، وهذا يجعلها خالية من التحيز، ومصدر موثوق للمعلومات للحكم على نجاحك في التدريب. 

بينما الجانب السلبي الوحيد الخاص بسجلات الأداء هو أنها في بعض الأحيان تخلق أسئلة أكثر مما تجيب، وتُظهر لك بيانات الأداء مكان وجود المشكلة، ولكن ليس سبب وجودها.