الأساليب الحديثة والتقليدية للتدريب والتطوير

الأساليب الحديثة والتقليدية للتدريب والتطوير

مؤخراً نسمع جملة "زمن التدريب قد ولي" تتكرر كثيراً، ولكن بدلاً من أن نتهم التدريب، وأن زمنه قد ولي، فلننظر إلى طرق التدريب والأساليب المستخدمة في التدريب، وهل تتناسب مع العصر الحالي؟ وهل بحثت كثيراً في مجالك؛ كي تستطيع كسب المعرفة ومواكبة هذا العصر الحديث؟ 

حيث يعد التدريب والتطوير من الوظائف الرئيسية التي ينفذها قسم الموارد البشرية في كل منظمة لبناء قوة عاملة عالية الجودة، لذا تقوم أقسام التدريب بتصميم برامج تدريبية مطورة، وفقًا للغرض من البرنامج التدريبي، وأهداف المنظمة ومدى معرفة ومهارات الموظفين، من اساليب التدريب التقليدية إلى التدريب بمفهومه الحديث، ويستخدم المدربون مناهج تدريبية مختلفة ومطورة لنقل تدريب وتطوير عالي الجودة وكل ذلك داخل الحقيبة التدريبية.

ما هي أهمية التدريب والتطوير؟

التدريب ليس أن تقوم فقط بطرح ما لديك من معلومات للمتدربين، ولكن هو عملية منهجية تعمل على تحسين معرفة ومهارات وكفاءات الموظفين، فإن لم يعمل التدريب على هذا الهدف فهو لا يسمي تدريباً، حيث يهدف التدريب إلى تعزيز أداء العمل وإنتاجية الموظفين، أما التطوير هو تقدم للتدريب ويعزز قدرات الموظفين لأدوار مستقبلية، ويهدف إلى تسهيل النمو الشامل للأفراد على المستويات الإدارية.

وبالتالي يجب الانتباه إلى احتياجات الأشخاص للتدريب والتطوير في كل منظمة، فهو واحد من أهم عناصر تنظيم الوظائف، حيث يؤدي التدريب المنظم والتطوير المهني للموظفين إلى تحقيق أداء عمل مستدام ونمو طويل الأجل، وتستخدم المنظمات التدريب والتطوير لزيادة إنتاجية عمل الموظفين، كما أنها تجني فوائد زيادة مشاركة الموظفين، والاحتفاظ بهم في المنظمة.

مناهج التدريب والتطوير

منذ فترة طويلة جدًا، اعتبرت منظمات التدريب القديمة أن التدريب مسألة تستغرق وقتًا طويلاً وغير منتجة ومكلفة، حتى لو تم الإعداد الجيد لهم، ولكنهم استخدموا الأساليب التقليدية واستراتيجية "مقاس واحد يناسب الجميع" لتدريب القوى العاملة بأكملها، بغض النظر عن معارفهم ومهاراتهم ومناصبهم في المنظمة، وفي السنوات القليلة الماضية، أدركت المنظمات أهمية التدريب للموظفين، وذلك لأنهم ينتقلون الآن من الأساليب التقليدية إلى الأساليب الحديثة الأكثر شمولاً وتفاعلية وتستطيع التطوير حقاً من أداء الموظفين.

الأساليب التقليدية

لسنوات كثيرة، كانت الأساليب التقليدية التالية جزءًا لا يتجزأ من أنظمة تدريب المنظمات:

1. منهج العرض التقديمي:

وهو أسلوب تدريب قديم في الجلسات التدريبية، ويتضمن الاستماع إلى المدرب مع المتدربين الآخرين في بيئة التدريب، وتتضمن هذه الطريقة المعرفية لشرح المفاهيم النظرية للمتدربين، وينصب التركيز هنا على نقل المعرفة حول العمليات المختلفة (أي كيفية القيام بالعمل).

2. المحاضرات:

هي أكثر طرق التدريب شيوعًا وتقليدية حيث يتحدث المدرب عن موضوع ما، ويقوم المتدربون بتدوين الملاحظات للمراجع المستقبلية، وبجانب ذلك يستخدم المدربون أدوات الدعم، مثل الرسوم البيانية أو السبورات أو السبورات وأجهزة العرض (لعرض شرائح PowerPoint) لإلقاء المحاضرات، الندوات، المناقشات الجماعية، العروض التوضيحية. 

3. نهج التدريب العملي:

يشارك المتدربون بشكل مباشر في عملية التدريب ويقومون بأدوار أو مهام مختلفة وفقًا لتعليمات المدرب، وتتضمن هذه الطريقة أساليب تدريب مصممة خصيصًا لتقديم تدريب عملي، وتفاعلي للمتدربين، والهدف هو تطوير مهاراتهم، والتأثير على سلوكهم في العمل، ومن أهم الأساليب العملية الشائعة هي المحاكاة، لعب الأدوار، تعديل السلوك، العصف الذهني، دراسة الحالة، وورش العمل.

الأساليب الحديثة فى التدريب

تحتوي الأساليب الحديثة أحدث التقنيات المبتكرة في الوقت الحاضر لنقل التدريب للموظفين؛ فأصبح لدى المدربين الآن طرق تدريب وفيرة أكثر من أي وقت مضى، إليكم بعض شالحديثة في التدريب وهي:

1. التدريب الإلكتروني:

مع التقدم التكنولوجي، أصبح التدريب الإلكتروني (أو التعلم المستند إلى الويب) جزءًا لا يتجزأ من برامج تدريب الشركات، حيث يحصل الموظفون على تدريب من خلال تقنيات التدريب القائمة على الكمبيوتر (مثل مقاطع الفيديو التفاعلية، والجلسات الافتراضية عبر الإنترنت، والندوات عبر الإنترنت، ووحدات التدريب الرقمية) والتي تكون جذابة ويمكن الوصول إليها، في أي وقت وفي أي مكان.

2. التدريب باللعب:

طريقة تدريب يقوم فيها المدرب بتطبيق مفاهيم ومبادئ الألعاب المختلفة على موضوع التدريب، مما يجعل التدريب أكثر جاذبية وتحفيزًا للمتدربين، حيث تخلق تقنية الألعاب التدريبية بيئة تعليمية مسلية، ومن الأدوات المستخدمة في هذه التقنية، الفلاش ثنائي الأبعاد، وثلاثي الأبعاد والتصميمات الحديثة، وتستخدم المؤسسات تقنيات ألعاب الكمبيوتر التنافسية المتنوعة لجعل التدريب أكثر متعة للمتدربين.

3. الواقع الافتراضي:

هو أسلوب تدريب حديث، يعرض فيه المدرب سيناريوهات لحياة واقعية باستخدام برامج معقدة، وأدوات ثلاثية الأبعاد لإشراك المتدربين، وتشجيعهم على المشاركة في الأنشطة المختلفة، وتعمل هذه الطريقة بشكل جيد مع تدريب موظفين على مهن معينة، مثل الطب والطيران والرعاية الصحية وغيرها من المهن، ويوفر المدربون تدريبًا غامرًا ومحاكاة لتقديم تجربة واقعية للمتدربين.

مقارنة بين أساليب التدريب التقليدية والحديثة

الاختلاف الأكثر وضوحًا بين نهج التدريب لتقليدي والحديث هو التفاعل الشخصي بين المدرب والمتدربين، حيث تقدم الطرق التقليدية مناقشات فردية مع المدرب وتوفر نطاقًا واسعًا لتفاعل مباشر، بينما تعتبر التقنيات الحديثة فعالة من حيث التكلفة، وتوفر التدريب لمجموعة كبيرة من المتدربين بغض النظر عن موقعهم، ولكن يفضل المدربون إحساس الفصل الدراسي أو الجلسة التدريبية وجهًا لوجه، حيث تختار العديد من الشركات الحديثة الآن أساليب التدريب المختلطة التي تدمج أساليب التدريب التقليدية مع اساليب التدريب الحديثة القائمة على التكنولوجيا.

وبالتالي

تجلب برامج التدريب والتطوير تغييرات إيجابية في معرفة ومهارات وإمكانات القوى العاملة، وبالتالي تساعد في الإنتاجية على المدى الطويل ونمو المنظمات، حيث شهدت السنوات القليلة الماضية نقلة نوعية في مناهج التدريب للمنظمات من الأساليب التقليدية وجهاً لوجه أو التي يقودها المدرب إلى الأساليب الحديثة عبر الإنترنت (أو القائمة على الويب)، لذا ينبغي على مديري التدريب المؤسسي اتخاذ قرار محدد لاختيار نهج التدريب المناسب لموظفيهم، والذي يلبي احتياجاتهم بدقة أكثر.

0