عقد التدريب

عقد التدريب

نعلم جميعاً أن التدريب أصبح له أهمية كبيرة فمع تقدم العمر أصبح له ضرورة ملحة، فهو يعمل على تطوير جميع المهارات الخاصة بالمتدرب وأهم التطويرات العملية، فنجد أن عقد التدريب لا يقتصر فقط على تدريب مهنة أو عقد التدريب المهني ولكنه يشمل ما ليس مهنة مثل دورات السباحة والفروسية وقيادة السيارات، مما يجعل التدريب عامل أساسي في حياة كل فرد، لذا إذا كنت مدرب وتريد معرفة الاحتياجات التدريبية وأهم الاشتراطات اللازمة لعمل عقد تدريبي أهم خصائصه وأركانه فأنت تحتاج إلي هذه المقالة.

فما هو عقد التدريب ؟

إن عقد التدريب والذي يعتمد مضمونه على وجود طرفين أحدهما يفتقر إلى الخبرة في مجال معين والآخر يمتلكها مما يدفع الأول إلى اكتساب تلك الخبرة وذلك لسد رغبته فيلجأ إلى الطرف الثاني ويقوم بالاتفاق معه لكي ينقل له خبراته مقابل اجر مخصص، ومن هنا نستطيع أن نقول أن عقد التدريب هو عقد يتعهده أحد الطرفين وذلك بنقل الخبرات لقاء أجر يتفق عليه الطرفين.

خصائص عقد التدريب :

1. عقد التدريب عقد رضائي :

حيث يتم انعقاده بين الطرفين بشرط القبول بينهم، ويمكن إثباته بأي طريقة، ولا يشترط أن يكون له شكل معين لصحة تعاقده سواء بالكتابة أو بالتسجيل، وتوجد بعض الجهات المشرفة تشترط أن يتم تسجيل الدورة التدريبية، حيث يعتبر التسجيل الخاص بالدورة التدريبية أثر للدورة التدريبية ويتم اعتمادها من خلال التسجيل، مع صحة العقد بين الطرفين، فهل يعد التخلف عن تسجيل الدورة التدريبية هو بطلان للعقد؟

ويوجد شرطان :

الأول: أن التسجيل هو شرط صحة من شروط العقد، ومن ثم لا يمكن إزالة هذا الشرط من جهة المتعاقدين أو غيرهم، لأن عدم تسجيل الدورة التدريبية فهو يعتبر عدم وجود دورة تدريبية، وكذلك للحصول على رخصة المدرب إذا اشترطت الجهة المشرفة للحصول عليها.

الثاني: أن التسجيل في حقيقته هو شرط لنفاذ العقد وليس شرطًا لانعقاد العقد، وبذلك يكون العقد ذاته صحيحاً، ولكنه يفقد آثاره مع فقدان التسجيل، ولعل أن الجميع يميل إلى هذا الشرط؛ لأن الحكم بعدم صحة العقد يخالف الشريعة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ إِلَّا شَرْطًا أَحَلَّ حَرَامًا، أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا» رواه أهل السنن، وذلك لأن العقد الشرعي هو شريعة المتعاقدين ويمكنهما أن يفعلا ما يشاءا من ترتيب الالتزامات والحقوق في ذمتيهما أو ذمة أحدهما للآخر. 

2. عقد التدريب عقد ملزم للجانبين:

يعقد عقد التدريب بين طرفين، لذا لابد أن يكون ملزم للطرفين وتكون التزامات المدرب أو الجهة التدريبية بتقديم تدريب ولكن مع ضمان سلامة كلا من الطرفين، وذلك من خلال أن يقوم المتدرب بالطاعة للطرف الآخر والموافقة على جميع التوجيهات، وذلك جنباً إلى ان يحافظ المتدرب على الأدوات أو الأجهزة المستخدمة أثناء التدريب، مع الحفاظ علي دفع الأجر.

ومع ذلك فعقد التدريب اللازم هو عقد لا يمكن فسخه من أحد الأطراف، حيث أن العقد اللازم هو أحد أنواع الفقه الإسلامي، ويقابله العقد الغير لازم.

3. عقد التدريب عقد معاوضة:

وعقد المعاوضة الذي يقوم فيه كلا الطرفين بأخذ مقابلاً لما يدفعه، وبذلك يعد عقد التدريب معاوضة وذلك إذا اعتبرنا أن كلاً من المدرب والمتدرب يأخذ عوضاً لما يدفع، فالمدرب يعطي المهارة والمعلومة ويأخذ في مقابلها المال أو قد يكون تبرعاً من المدرب مع ضمان سلامة المتدرب، بينما يأخذ المتدرب المهارة أو المعلومة عوضاً لما يدفع.

4. عقد التدريب عقد غير مسمى:

وباعتبار أنه لم يُفرض لعقد التدريب نظام خاصًّا إذاً هو عقد غير مسمى، ولإرادة كل طرف الحرية أن تضع ما ارادت من الحقوق وذلك في حال ما لم تُخلَّ بالشرع أو النظام العام، ومن أسباب اختيار هذا الموضوع أن عقد التدريب هو من العقود الغير مسمَّاة مع المراعاة أن يكون له تنظيم خاص به، ولذلك لا يوجد نظام ينظم أحكامه ويظهر التزامات كل طرف فيه.

5. عقد التدريب عقد محدد المدة:

ويقصد هنا بأن عقد التدريب هو عقد يحدد كل طرف فيه وقت تمام العقد أو وقت إتمام الدورة التدريبية أو وقت الحقيبة التدريبية المصممة لهذه الدورة التدريبية، وكذلك ما يبذله كل طرف للطرف الآخر.

 6. عقد التدريب عقد مستمر:

حيث لا يلتزم الطرفين أن ينفذوا الالتزام فوراً، ولا يتم نقل المهارة فوراً في نفس الوقت التي يتلقاها المتدرب، ولكن يحتاج الموضوع إلي وقت أطول ويعتمد علي الكثير مثل خبرة المدرب ، ومكان التدريب نفسه، فكل دورة تدريبية لا تتساوي مع الأخرى فمنهم ما هو في المهارات الحياتية و منهم ما هو في إدارة بعض الإستراتيجيات وغيرها من التدريب، كما أن مهارة المدرب في تنظيم الوقت يلعب دوراً في وقت التدريب، وتختلف مدة التدريب من دورة إلي اخري ، كما أنها تتنوع بتنوع أسماء البرامج التدريبية، ويتم تصنيف عقد التدريب إلى عقد مستمر حتي لا يكون فسخه بأثر رجعي؛ لأنَّ ما تم تنفيذه لا يمكن إعادته وذلك لارتباطه بالزمن الذي مضى.

7. عقد التدريب من العقود التي تقوم على الاعتبار الشخصي (بالنسبة للمدرب):

حيث أن لكل مدرب شخصية خاصة وشخصية المدرب هي اعتبار كبير للمتدربين، حيث أن المدرب المشهور بالخبرة والكفاءة تجد المتدربين يقدمون إلى الدورة، أو أن المنظم علي جهة مشهورة ومعروفة بدوراتها الممتازة، لذا لا يجوز للجهة التدريبية إذا غاب المدرب عن الحضور بتبديل المدرب بمدرب آخر ولكن يجب أن يسترجع المتدرب ما قام بدفعة.

لذا كانت هذه نبذة مختصرة لكي تستطيع التمييز بين عقد العمل العادي وعقد التدريب هما متشابهان ولكن يختلف كلا منهم عن الآخر في بعض المميزات لذا قبل أن تمضي عقد التدريب الخاص بك لا تنسي أن تقرأ الكثير من شروط عقود التدريب ونتمنى لك دورة تدريبية موفقة.

0